لتتم الفائدة وتكتمل الصورة عن بني إسرائيل يجب أن نتكلم عن فرقهم و إختلافهم وهي كالتالي :-
فرقة الفريسيين Pharisien
وهي أهم فرق اليهود وأكثرها عدداً في ماضي اليهود وحاضرهم أهم معتقداتهم :
1. أنها تعترف بجميع أسفار العهد القديم والأحاديث الشفهية المنسوبة لموسى عليه السلام وأسفار التلمود بل إن فقهاءهم ويسمون ( الربانيين ) هم من ألفوا التلمود كما أسلفنا سابقاً .
2. أنهم يؤمنون بالبعث فيعتقدون أن الصالحين من الأموات سينتشرون في الأرض ليشتركوا في ملك المسيح المنتظر الذي سيأتي لينقذ الناس ويدخلهم في ديانة موسى - بزعمهم - وهم بهذا ينكرون يوم القيامة إذ أن بعث الأموات سيكون بالدنيا وجزاء إحسانهم أنهم سيشاركون المسيح بمهمته .
وتذكر أناجيل المسيحيين أن هؤلاء ( الفريسيين ) كانوا ألد أعداء عيسى بن مريم وهم الذين حاولوا أن يظهروه بمظهر الداعي إلى شق عصا الطاعة على القيصر وهم الذين كادوا له حتى حكم عليه بالصلب حسب روايتهم .
وتتضمن أناجيل المسيحيين مناقشات طويلة للمسيح إبن مريم يقرّع فيها الفريسيين ويكشف كفرهم ونفاقهم ولا يعلم أحد على وجه اليقين متى تكونت هذه الفرقة ولكن أشهر ما قيل في ذلك ما ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس بأنها تكونت في عهد يونثان الذي كان صديقاً حميماً لداوود عليه السلام .
كلمة الفريسيين تعني ( المعتزلة ) أو المنعزلين ولا يعرف على وجه الضبط متى أطلق عليهم هذا الإسم ولعل خصومهم من الفرق الأخرى من أطلق عليهم هذا الإسم
أما الفريسيين أنفسهم فكانوا يطلقون على أنفسهم و أفراد فرقتهم لقب الإخوان أو الرفقاء .
ويطلق عليهم أيضاً لقب الربانيين لأنهم يؤمنون بما جاء في أسفار التلمود التي ألفها أحبارهم وفقهاؤهم .
فرقة الصدوقيين Saduceens
وهي ثاني الفرق اليهودية من حيث الأهمية طوال القرنين السابقين لميلاد المسيح و في المرحلة الأولى اللاحقة للميلاد و كانت هناك جدلات طويلة بين هذي الفرقة وفرقة الفريسيين
أهم ما تختلف فيه هذه الفرقة من ناحية العقيدة عن فرقة الفريسيين إلى أمرين :-
أ أنها لا تعترف إلا بالعهد القديم ترفض الأخذ بالأحاديث الشفهية المنسوبة إلى موسى ( أما أسفار التلمود فقد ألفها فقهاء الفريسيين فيما بعد كما بينا سابقاً ) .
ب أنها لا تؤمن بالبعث ولا باليوم الأخر وتعتقد أن عقاب العصاة وإثابة المحسنين إنما يحصلان في حياتهم وتذكر أناجيل المسيحيين أن هذه الفرقة حاولت إستدارج المسيح ليوافقهم في إنكار البعث واليوم الأخر ولكنه حاججهم وأقام الحجة عليهم عليه السلام .
ويذكر إبن حزم أن هذه الفرقة كانت تقول أن العزير إبن الله وهو من تسميه أسفار اليهود عزرا (( وقالت اليهود عزير إبن الله ))
وتمتاز هذه الفرقة أنها تحرص على إقامة علاقة ودية مع الشعوب الأخرى بينما كانت الفريسيين تنظر إلى غير اليهودي كأنه عدو لا بل كانت ترى في اليهود أنفسهم والذين كانوا على غير نحلتها أنهم أعداء - ومما يبكي القلب ويدميه أن بعض فرقنا الإسلامية يشابهون فكرهم وأفعالهم فمن خالف أو عارض فهو مهدر الدم محبط العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله –
ولكن هذه الفرقة ( الصدوقيين ) لم تكن بأقل عداوة للمسيح إبن مريم من سابقتها ( الفريسيين ) و محاربة رسالته ولكن أغلبية اليهود كانوا ينفرون من تعاليمها و يناجزونها العداء .
فرقة السامرية
تختلف عن الفرقتين السابقتين بأنها لا تؤمن إلا بأسفار الخمسة التي تمثل القسم الأول من (( العهد القديم )) وسفر يوشع وسفر القضاة وتنكر بقية أسفار العهد القديم وأسفار التلمود ونصوص الأسفار المعتمدة لديهم تختلف في كثير من المواضع عن النصوص المشهورة لهذه الأسفار المعتمدة عند غيرهم وهم مثل الصدوقيين لا يؤمنون بالبعث ولا باليوم الأخر .
ذكر إبن حزم أنهم (( يبطلون كل نبوة كانت في بني إسرائيل بعد موسى و يوشع عليهما السلام فيكذبون نبوة شمعون وداود وسليمان ,اشعياء و اليسع و ألياس و عاموس و حبقوق و زكريا و أرمياء و غيرهم ))
وأنهم يقولون إن مدينة القدس هي نابلس وهي من بيت المقدس على مسافة ثمانية عشر ميلا منها و لا يعرفون حرمة لبيت مقدس ولا يعظمونه وهم بالشام لا يستحلون الخروج منها .
فرقة الحسديين
ظهرت هذه الفرقة حوالي القرن الثاني قبل الميلاد وتختلف عن بقية فرق اليهود إختلافاً جوهريا :-
فمن أهم ما يميزها عن باقي الفرق اليهودية أنها في ناحية العبادات تحرم الأضحية والقرابين مع أن هذه الطقوس تعتبر مقدسة عند الفرق الأخرى ومن مميزات هذه الفرقة في عباداتها وشعائرها كثرة الغسل والوضوء.
أما من الناحية الإنسانية فهي تنكر التفرقة العنصرية وتقرر مبدأ المساواة بين الناس وتعمل على إلغاء الحروب ومجانبة الإضرار بأي إنسان وتحرم الكسب غير السليم من إبتزاز وفائدة سواء في ذلك اليهود أو غيرهم أما باقي الفرق فكما أسلفنا أنه نتيجة للتفرقة العنصرية في عقيدتهم نتج عن ذلك أحكام وتعاملات خاصة باليهود فيما بين بعضهم على حدة وأحكام أخرى بين اليهود وغيرهم
ومن مميزات هذه الفرقة أنها تحرم نظام الرق أما فيما يتعلق بالملكية فهي تحرم الملكية الفردية وتوجب الملكية الجماعية وبهذا تكون أول مذهب أو مجموعة شيوعية بالعالم وهي كذلك تحرم العمل بالتجارة و الإشتغال بالذهب والفضة لأن كل هذا يؤدي للجشع والطمع وحب الدنيا .
وهي كذلك تحرم الزواج وتوجب التبتل والبعد عن النساء بينما الفرق الأخرى تراه واجب ديني لا بل ذهب بعض فقهاء اليهود من إلى القول : أن من بلغ العشرين من العمر و هو أعزب يجوز للقضاء إجباره على الزواج .
وعلى هذا لا يربط هذه الفرقة بالفرق اليهودية الأخرى إلا رابط الجنس فلقد كان أفرادها من بني إسرائيل وذلك لأنها تخالف تعاليم التلمود وهذه الفرقة لم تعمر أكثر من ثلاثة قرون فقد إنقرضت أواخر القرن الأول الميلادي .
ويدعي بعض المؤرخين أن يوحنا المعمدان (( وهو يحيى إبن زكريا )) عليهما السلام كان من هذه الفرقة ولكنهم لم يقدموا دليلاً يعتد به .
فرقة العنانيين
هي أحدث الفرق اليهودية فقد أنشأها عنان بن داوود أحد علماء اليهود في بغداد أيام حكم أبي جعفر المنصور ( 754 /775 م )
يقوم مذهبه على التمسك بما جاء في العهد القديم وحده وعدم الإعتراف بأحكام التلمود وتعاليم الربانيين والحاخامات وسميت بالعنانيين نسبة إلى مؤسسها عنان بن داوود و إسم القرائين بمعنى المتمسكون بالكتاب أي أسفار العهد القديم فقط ولا يزال لهذه الفرقة أتباع كثيرون في العالم إلى الأن .
وقد ألغى عنان جميع التشريعات التي أقرها الربانيون من إستنباطهم للتلمود وأدخل على كثير من تشريعاتهم التي إستمدوها من فهمهم للعهد القديم أحاماً وتشريعات من فهمه الخاص وألف كتابه في تفسير التوراة غير أنه أحياناً يعارض أحكاماً صريحة لنصوص التوراة .
فمثلاً أنه حرم زواج العم من إبنة أخيه وزواج الخال من إبنة أخته وسوى بين الإبن والبنت في الميراث وقرر أن الزوج لا حق له في تركة إمرأته .
- وهذه الفرقة لم تأتي وليدة المصادفة بل سبقها حركات إصلاحية منها ما نادى به سيرنيوس و عبوديا بن عيسى
سيرينوس يهودي من أهل سوريا نادى بإصلاحاته في عام 720 م وجعل شعاره (( إتركوا تعاليم التلمود )) وتبعه ناس كثر حتى غرته نفسه وأعلن أنه المسيح المنتظر وكادت تحدث مصيبة وفتنة كبيرة في عالم اليهود والمسلمين فقبض عليه وأرسل للخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ( 720 /724 م) فرأى الخليفة حسماً للفتنة أن يقوم بتسليمه لليهود ليتولوا محاكمته و إنتهى بذلك شره .
أما عوبديا بن عيسى فهو يهودي من أصفهان نادى بإصلاحاته عام 750 م إتخذ شعار سيرينوس ذاته (( إتركوا تعاليم التلمود ))
وأدخل تعديلات على بعض الأحكام منها أنه ألغى الطلاق وجعل فرائض الصلاة أربع بدلا من ثلاثة في اليوم وحرم أكل اللحوم وشرب الخمور وأشار إبن حزم إليه قائلاً (( العيسوية هم أصحاب أبي عيسى الأصفهاني رجل من يهود أصفهان وبلغني أن إسمه كان محمد بن عيسى ، وهم يقولون بنبوة عيسى إبن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم ويقولون أن عيسى بعثه الله إلى بتي إسرائيل وأنه أحد أنبيائهم ويقولون أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي أرسله الله بشرائع القرآن إلى بني إسماعيل وإلى سائر العرب كما كان أيوب نبياً في بني اليعص وكما كان بلعام نبياً في بني مؤاب بإقرار من جميع اليهود )) -
أما عنان بن داوود فقد نجح فيما أخفق فيه غيره ولكنه ترك باب الإجتهاد مفتوحاً على مصراعيه لكل قادر على أن ينشئ له مذهباً خاصاً فكان أن تشعبت الفرق والطوائف من هذه الفرقة ومنها مثلاً طائفة بنيامين بن موسى وطائفة الأكبرية .
بنيامين بن موسى يهودي من نهاوند نادى بتعاليمه في أوائل القرن التاسع الميلادي .
وهي في جملتها مستمدة من عنان بن داوود ولكنها مشوبة ببعض الأراء والمذاهب الإسلامية وخاصة المعتزلة والفلاسفة المسلمين
كالفارابي و إبن سينا ومن ذلك أنه أنكر ما يوهمه العهد القديم إذ يصور الذات العلية في صورة مجسمة تشبه صور الحوادث وعندما يورد كلام الله مع موسى في الواد المقدس و ينكر أيضاً أن يكون الله قد تولى عملية الخلق مباشرة وذلك لما ينطوي عليه من التغيير والحركة و إتصال بالمادة - حسب زعمه – وذهب للقول بأن الله خلق الملائكة وهم كائنات روحية غير مادية وهذه الكائنات هي التي خلقت العالم المادي وهنا يبدو جلياً تأثره بمذهب الفارابي في نظرية العقول .
وضم في مذهبه هذا الكثير من القرائين فعظمت مكانته وبلغ في نفوس أتباعه منزلة تقرب من منزلة عنان بن داوود المنشئ الأول للفرقة .
أما فرقة الأكبرية فقد أنشأها عالمان يهوديان من مدينة أكبر قرب بغداد عام 840 م تقريباً وهما موسى وإسماعيل الأكبريان أهم ما يميزها عن بقية طوائف القرائين أنها لا تؤمن إلا بالأسفار الخمسة فقط ( التكوين والخروج والتثنية و اللاويين والعدد ) ولا تعترف بغيرها من أسفار العهد القديم وهذا يعد في جملته إحياء للفرقة السامرية .
هذه أشهر فرق بني إسرائيل وما لم يصل إلينا فهي أكثر ولكن المصادر في هذا الموضوع
ضعيفة وقليلة وبحاجة للتدقيق والمراجعة .
أتمنى أن أكون قد قدمت لكم صورة كاملة عن بني إسرائيل بداياتهم تاريخهم عقيدتهم
أسفارهم طقوسهم جرائمهم فرقهم أرجو أن أكون قد وفقت في ذلك والله الموفق لما يحب ويرضاه ،،،،
أسماء المراجع :
1. الفصل في الملل والأهواء والنحل لإبن حزم .
2. مقدمة إبن خلدون .
3. دراسات ومحاضرات بعنوان ( الأديان السابقة ) الجامعة الإسلامية ( كلية الدعوة والإرشاد
فرقة الفريسيين Pharisien
وهي أهم فرق اليهود وأكثرها عدداً في ماضي اليهود وحاضرهم أهم معتقداتهم :
1. أنها تعترف بجميع أسفار العهد القديم والأحاديث الشفهية المنسوبة لموسى عليه السلام وأسفار التلمود بل إن فقهاءهم ويسمون ( الربانيين ) هم من ألفوا التلمود كما أسلفنا سابقاً .
2. أنهم يؤمنون بالبعث فيعتقدون أن الصالحين من الأموات سينتشرون في الأرض ليشتركوا في ملك المسيح المنتظر الذي سيأتي لينقذ الناس ويدخلهم في ديانة موسى - بزعمهم - وهم بهذا ينكرون يوم القيامة إذ أن بعث الأموات سيكون بالدنيا وجزاء إحسانهم أنهم سيشاركون المسيح بمهمته .
وتذكر أناجيل المسيحيين أن هؤلاء ( الفريسيين ) كانوا ألد أعداء عيسى بن مريم وهم الذين حاولوا أن يظهروه بمظهر الداعي إلى شق عصا الطاعة على القيصر وهم الذين كادوا له حتى حكم عليه بالصلب حسب روايتهم .
وتتضمن أناجيل المسيحيين مناقشات طويلة للمسيح إبن مريم يقرّع فيها الفريسيين ويكشف كفرهم ونفاقهم ولا يعلم أحد على وجه اليقين متى تكونت هذه الفرقة ولكن أشهر ما قيل في ذلك ما ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس بأنها تكونت في عهد يونثان الذي كان صديقاً حميماً لداوود عليه السلام .
كلمة الفريسيين تعني ( المعتزلة ) أو المنعزلين ولا يعرف على وجه الضبط متى أطلق عليهم هذا الإسم ولعل خصومهم من الفرق الأخرى من أطلق عليهم هذا الإسم
أما الفريسيين أنفسهم فكانوا يطلقون على أنفسهم و أفراد فرقتهم لقب الإخوان أو الرفقاء .
ويطلق عليهم أيضاً لقب الربانيين لأنهم يؤمنون بما جاء في أسفار التلمود التي ألفها أحبارهم وفقهاؤهم .
فرقة الصدوقيين Saduceens
وهي ثاني الفرق اليهودية من حيث الأهمية طوال القرنين السابقين لميلاد المسيح و في المرحلة الأولى اللاحقة للميلاد و كانت هناك جدلات طويلة بين هذي الفرقة وفرقة الفريسيين
أهم ما تختلف فيه هذه الفرقة من ناحية العقيدة عن فرقة الفريسيين إلى أمرين :-
أ أنها لا تعترف إلا بالعهد القديم ترفض الأخذ بالأحاديث الشفهية المنسوبة إلى موسى ( أما أسفار التلمود فقد ألفها فقهاء الفريسيين فيما بعد كما بينا سابقاً ) .
ب أنها لا تؤمن بالبعث ولا باليوم الأخر وتعتقد أن عقاب العصاة وإثابة المحسنين إنما يحصلان في حياتهم وتذكر أناجيل المسيحيين أن هذه الفرقة حاولت إستدارج المسيح ليوافقهم في إنكار البعث واليوم الأخر ولكنه حاججهم وأقام الحجة عليهم عليه السلام .
ويذكر إبن حزم أن هذه الفرقة كانت تقول أن العزير إبن الله وهو من تسميه أسفار اليهود عزرا (( وقالت اليهود عزير إبن الله ))
وتمتاز هذه الفرقة أنها تحرص على إقامة علاقة ودية مع الشعوب الأخرى بينما كانت الفريسيين تنظر إلى غير اليهودي كأنه عدو لا بل كانت ترى في اليهود أنفسهم والذين كانوا على غير نحلتها أنهم أعداء - ومما يبكي القلب ويدميه أن بعض فرقنا الإسلامية يشابهون فكرهم وأفعالهم فمن خالف أو عارض فهو مهدر الدم محبط العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله –
ولكن هذه الفرقة ( الصدوقيين ) لم تكن بأقل عداوة للمسيح إبن مريم من سابقتها ( الفريسيين ) و محاربة رسالته ولكن أغلبية اليهود كانوا ينفرون من تعاليمها و يناجزونها العداء .
فرقة السامرية
تختلف عن الفرقتين السابقتين بأنها لا تؤمن إلا بأسفار الخمسة التي تمثل القسم الأول من (( العهد القديم )) وسفر يوشع وسفر القضاة وتنكر بقية أسفار العهد القديم وأسفار التلمود ونصوص الأسفار المعتمدة لديهم تختلف في كثير من المواضع عن النصوص المشهورة لهذه الأسفار المعتمدة عند غيرهم وهم مثل الصدوقيين لا يؤمنون بالبعث ولا باليوم الأخر .
ذكر إبن حزم أنهم (( يبطلون كل نبوة كانت في بني إسرائيل بعد موسى و يوشع عليهما السلام فيكذبون نبوة شمعون وداود وسليمان ,اشعياء و اليسع و ألياس و عاموس و حبقوق و زكريا و أرمياء و غيرهم ))
وأنهم يقولون إن مدينة القدس هي نابلس وهي من بيت المقدس على مسافة ثمانية عشر ميلا منها و لا يعرفون حرمة لبيت مقدس ولا يعظمونه وهم بالشام لا يستحلون الخروج منها .
فرقة الحسديين
ظهرت هذه الفرقة حوالي القرن الثاني قبل الميلاد وتختلف عن بقية فرق اليهود إختلافاً جوهريا :-
فمن أهم ما يميزها عن باقي الفرق اليهودية أنها في ناحية العبادات تحرم الأضحية والقرابين مع أن هذه الطقوس تعتبر مقدسة عند الفرق الأخرى ومن مميزات هذه الفرقة في عباداتها وشعائرها كثرة الغسل والوضوء.
أما من الناحية الإنسانية فهي تنكر التفرقة العنصرية وتقرر مبدأ المساواة بين الناس وتعمل على إلغاء الحروب ومجانبة الإضرار بأي إنسان وتحرم الكسب غير السليم من إبتزاز وفائدة سواء في ذلك اليهود أو غيرهم أما باقي الفرق فكما أسلفنا أنه نتيجة للتفرقة العنصرية في عقيدتهم نتج عن ذلك أحكام وتعاملات خاصة باليهود فيما بين بعضهم على حدة وأحكام أخرى بين اليهود وغيرهم
ومن مميزات هذه الفرقة أنها تحرم نظام الرق أما فيما يتعلق بالملكية فهي تحرم الملكية الفردية وتوجب الملكية الجماعية وبهذا تكون أول مذهب أو مجموعة شيوعية بالعالم وهي كذلك تحرم العمل بالتجارة و الإشتغال بالذهب والفضة لأن كل هذا يؤدي للجشع والطمع وحب الدنيا .
وهي كذلك تحرم الزواج وتوجب التبتل والبعد عن النساء بينما الفرق الأخرى تراه واجب ديني لا بل ذهب بعض فقهاء اليهود من إلى القول : أن من بلغ العشرين من العمر و هو أعزب يجوز للقضاء إجباره على الزواج .
وعلى هذا لا يربط هذه الفرقة بالفرق اليهودية الأخرى إلا رابط الجنس فلقد كان أفرادها من بني إسرائيل وذلك لأنها تخالف تعاليم التلمود وهذه الفرقة لم تعمر أكثر من ثلاثة قرون فقد إنقرضت أواخر القرن الأول الميلادي .
ويدعي بعض المؤرخين أن يوحنا المعمدان (( وهو يحيى إبن زكريا )) عليهما السلام كان من هذه الفرقة ولكنهم لم يقدموا دليلاً يعتد به .
فرقة العنانيين
هي أحدث الفرق اليهودية فقد أنشأها عنان بن داوود أحد علماء اليهود في بغداد أيام حكم أبي جعفر المنصور ( 754 /775 م )
يقوم مذهبه على التمسك بما جاء في العهد القديم وحده وعدم الإعتراف بأحكام التلمود وتعاليم الربانيين والحاخامات وسميت بالعنانيين نسبة إلى مؤسسها عنان بن داوود و إسم القرائين بمعنى المتمسكون بالكتاب أي أسفار العهد القديم فقط ولا يزال لهذه الفرقة أتباع كثيرون في العالم إلى الأن .
وقد ألغى عنان جميع التشريعات التي أقرها الربانيون من إستنباطهم للتلمود وأدخل على كثير من تشريعاتهم التي إستمدوها من فهمهم للعهد القديم أحاماً وتشريعات من فهمه الخاص وألف كتابه في تفسير التوراة غير أنه أحياناً يعارض أحكاماً صريحة لنصوص التوراة .
فمثلاً أنه حرم زواج العم من إبنة أخيه وزواج الخال من إبنة أخته وسوى بين الإبن والبنت في الميراث وقرر أن الزوج لا حق له في تركة إمرأته .
- وهذه الفرقة لم تأتي وليدة المصادفة بل سبقها حركات إصلاحية منها ما نادى به سيرنيوس و عبوديا بن عيسى
سيرينوس يهودي من أهل سوريا نادى بإصلاحاته في عام 720 م وجعل شعاره (( إتركوا تعاليم التلمود )) وتبعه ناس كثر حتى غرته نفسه وأعلن أنه المسيح المنتظر وكادت تحدث مصيبة وفتنة كبيرة في عالم اليهود والمسلمين فقبض عليه وأرسل للخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ( 720 /724 م) فرأى الخليفة حسماً للفتنة أن يقوم بتسليمه لليهود ليتولوا محاكمته و إنتهى بذلك شره .
أما عوبديا بن عيسى فهو يهودي من أصفهان نادى بإصلاحاته عام 750 م إتخذ شعار سيرينوس ذاته (( إتركوا تعاليم التلمود ))
وأدخل تعديلات على بعض الأحكام منها أنه ألغى الطلاق وجعل فرائض الصلاة أربع بدلا من ثلاثة في اليوم وحرم أكل اللحوم وشرب الخمور وأشار إبن حزم إليه قائلاً (( العيسوية هم أصحاب أبي عيسى الأصفهاني رجل من يهود أصفهان وبلغني أن إسمه كان محمد بن عيسى ، وهم يقولون بنبوة عيسى إبن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم ويقولون أن عيسى بعثه الله إلى بتي إسرائيل وأنه أحد أنبيائهم ويقولون أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبي أرسله الله بشرائع القرآن إلى بني إسماعيل وإلى سائر العرب كما كان أيوب نبياً في بني اليعص وكما كان بلعام نبياً في بني مؤاب بإقرار من جميع اليهود )) -
أما عنان بن داوود فقد نجح فيما أخفق فيه غيره ولكنه ترك باب الإجتهاد مفتوحاً على مصراعيه لكل قادر على أن ينشئ له مذهباً خاصاً فكان أن تشعبت الفرق والطوائف من هذه الفرقة ومنها مثلاً طائفة بنيامين بن موسى وطائفة الأكبرية .
بنيامين بن موسى يهودي من نهاوند نادى بتعاليمه في أوائل القرن التاسع الميلادي .
وهي في جملتها مستمدة من عنان بن داوود ولكنها مشوبة ببعض الأراء والمذاهب الإسلامية وخاصة المعتزلة والفلاسفة المسلمين
كالفارابي و إبن سينا ومن ذلك أنه أنكر ما يوهمه العهد القديم إذ يصور الذات العلية في صورة مجسمة تشبه صور الحوادث وعندما يورد كلام الله مع موسى في الواد المقدس و ينكر أيضاً أن يكون الله قد تولى عملية الخلق مباشرة وذلك لما ينطوي عليه من التغيير والحركة و إتصال بالمادة - حسب زعمه – وذهب للقول بأن الله خلق الملائكة وهم كائنات روحية غير مادية وهذه الكائنات هي التي خلقت العالم المادي وهنا يبدو جلياً تأثره بمذهب الفارابي في نظرية العقول .
وضم في مذهبه هذا الكثير من القرائين فعظمت مكانته وبلغ في نفوس أتباعه منزلة تقرب من منزلة عنان بن داوود المنشئ الأول للفرقة .
أما فرقة الأكبرية فقد أنشأها عالمان يهوديان من مدينة أكبر قرب بغداد عام 840 م تقريباً وهما موسى وإسماعيل الأكبريان أهم ما يميزها عن بقية طوائف القرائين أنها لا تؤمن إلا بالأسفار الخمسة فقط ( التكوين والخروج والتثنية و اللاويين والعدد ) ولا تعترف بغيرها من أسفار العهد القديم وهذا يعد في جملته إحياء للفرقة السامرية .
هذه أشهر فرق بني إسرائيل وما لم يصل إلينا فهي أكثر ولكن المصادر في هذا الموضوع
ضعيفة وقليلة وبحاجة للتدقيق والمراجعة .
أتمنى أن أكون قد قدمت لكم صورة كاملة عن بني إسرائيل بداياتهم تاريخهم عقيدتهم
أسفارهم طقوسهم جرائمهم فرقهم أرجو أن أكون قد وفقت في ذلك والله الموفق لما يحب ويرضاه ،،،،
أسماء المراجع :
1. الفصل في الملل والأهواء والنحل لإبن حزم .
2. مقدمة إبن خلدون .
3. دراسات ومحاضرات بعنوان ( الأديان السابقة ) الجامعة الإسلامية ( كلية الدعوة والإرشاد
الجمعة يوليو 30, 2010 4:01 pm من طرف نصارالاسكندرانى
» سؤال ؟؟ أي دمعة جربتها؟؟
الأحد يوليو 11, 2010 6:12 pm من طرف نصارالاسكندرانى
» اذا خسرت من تحب
الثلاثاء مايو 04, 2010 3:50 am من طرف mona
» الأخ الكبير)) بطولة فريد شوقى ، هند رستم ، احمد رمزى ، فريده فهمى نسخة vcd أصلية على أكثر من سيرفر
الأحد مارس 14, 2010 3:13 pm من طرف elbrens200
» لو كان عندك قلبين تهدي القلب الثاني لمييين ؟
الأربعاء مارس 10, 2010 5:39 am من طرف مرام
» توقيع باسمك في دقيقه واحده.....
الأربعاء مارس 10, 2010 5:33 am من طرف مرام
» ☜{ اجمل الاماكن فى ايطاليا صور روعة } ☞
الأربعاء مارس 10, 2010 5:06 am من طرف مرمر
» ماذا تعرف عن الماو ماو
الأربعاء مارس 10, 2010 3:51 am من طرف هيفااا
» مع صديقة فى كافيتريا الشتات
الثلاثاء مارس 09, 2010 2:23 pm من طرف نصارالاسكندرانى